Jumat, 20 Agustus 2010

الموانع والأعذار


حين يكون العمل بالعقل أمراً من اوامر الخالق يمتنع على المخلوق أن يعطل عقله مرضاة لمخلوق مثله ،أو خوفاً منه ، ولو كان هذا المخلوق جمهرة من الخلق .
والموانع التى تعطل العقل من هذا القبيل كثيرة يستقصيها القرآن الكريم كما استقصى خطاب العقل بجميع وظائفه وملكاته ، ولكنها قد تتجمع فى ثلاثة موانع كبرى بمثابة الأصول التى تتشعب منها الموانع المختلفة ، فمن سلم منها أوشك أن يسلم من كل مانع يحجر على عقله ويأخذ السبيل على تفكيره فلا يهتدى لرأى سواه ..
أكبر الموانع فى سبيل العقل عبادة السلف التى تسمى بالعرف ،والإقتداء الأعمى بأصحاب السلطة الدينية ،والخوف المهين لأصحاب السلطة الدنيوية .
والإسلام لا يقبل من المسلم أن يلغى عقله ليجرى على سنة آبائه وأجداده ولا يقبل منه أن يلغى عقله خنوعاً لمن يسخره باسم الدين فى غير مايرضى الدين ولا يقبل منه أن يلغى عقله رهبة من بطش الأقوياء وطغيان الأشداء ، ولا يكلفه فى أمر من هذه الأمور شططاً لا يقدر عليه إذ القرآن الكريم يكرر فى غير موضع أن الله لا يكلف نفساً ما لا طاقة لها به ، ولا يطلب من خلقه غير ما يستطيعون ..

من كتاب التفكير فريضة إسلامية ... عباس العقاد

Tidak ada komentar:

Posting Komentar