Sabtu, 12 Mei 2012

نفسُ بداخل نفسى

عندما قسم الله لى الإرتباط بزوجى لم أفكر فى أنى سأصبح أم ويكون لدى أطفال كانت فكرة شريك الحياة مسيطرة على فرحتى تمامًا بأن أخيرًا سيكون هناك من يشاركنى حياتى ،أفكارى ،مبادئى ،هواياتى ،نتقاسم السعادة والحزن ،نتعلم سويًا ،نكبر سويًا ونكتسب خبراتنا سويًا فكلانا فى مرحلة الشباب حيث البناء .

لذلك عندما تزوجت وبدأ الناس يسألونى السؤال السخيف المشهور " فى حاجة ف السكة ؟ " وده كان من أول اسبوع بعد الزواج شعرت بصدمة للحظة هو أنا كبرت والمفروض اخلف؟ ايه ده هو الخطوة الجاية إنى أخلف فعلًا؟؟ كان من حسن حظى أن الله لم يريد لى الحمل إلا بعد عام وثمان شهور فلأن الحمل لم يكن السبب الأساسى لسعادتنا فنحن  الحمدلله كنا مستمتعين لأقصى درجة عندما كنا اثنان فقط وكنا نترك فكرة الإنجاب كليًا عندما يريد الله فى الوقت المناسب لنا.

 من اسوء لحظات هذه الفترة تدخل كل من ليس من حقه التدخل فى حياتنا عن لماذا لا نتابع تأخر الحمل "من قبل أن نتم العام الأول" ولماذا لا نجرى على الدكاترة والكلام الفاشل ده ولكننا كنا نستمتع بحياتنا كما نريد وكلنا ثقة فى إرادة الله وإيمانًا بان من لا يستطيع الاستمتاع بالزواج من غير ذرية لن يستمتع بها فى وجود الذرية فهل يتزوج الشخص لينجب فقط؟ نعم فى بلادنا الغالبية تفكر بهذه العقلية للأسف لذلك لا يستطيعون تخيل انك سعيد بدون ذرية !

لم تكن ظروفنا بالمثالية لنتلهف على الإنجاب فحياتنا متنقلة بشكل سريع منذ الزواج اتمنى ان يهدىء الإيقاع قليلًا فى وجود تميم الآن :)

عندما عرفت بحملى كنت فى امتحانات السنة الدراسية الأولى لى بمعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة وكنا انتقلنا للتو إلى المنصورة فكان السفر مع بدايات الحمل والمذاكرة مرهق جدًا ولكن الله أعاننى وففقنى فى هذا العام بفضله أخذت وقت حتى استوعب آنى حامل الآن وان بداخلى إنسان اتحرك وانام وأكل وأمارس كل حياتى وهو ملازمنى فنحن الآن اثنان نتشارك النفس !

خلال حملى كنت فى حالة اندهاش تام وانا اتابع نمو طفلى لحظة بلحظة واشعر بمعايشتى لمعجزة خلق الإنسان خطوة بخطوة ولم يكف لسانى عن التسبيح بعظمة الله وإحسانه فى صنع الإنسان كانت تجربة مبهرة لى وأنا بداخلى كائن يتنفس ويأكل منى يتأثر بزعلى ويفرح بفرحى وشعرت أنى بدأت دور الأم لأن مسئولية هذا الكائن تقتضى بأن تحافظى على نفسك حتى تحافظى عليه فبدأت بأكل وشرب كل ماهو صحى حتى وإن لم يكن محبب على ،، وتركتك ماهو مضر فنعم الأكل هو الأساس لبناء طفل سليم وياسبحان الله :)
عندما بدأ يتحرك بداخلى كنت أشعر انه قد بدأ التواصل معى الآن ويعبرلى عن مايشعر به إذا كنت فرحة او حزينة أو أكلت شىء حسن او سىء :D

 كنت احاول قصارى جهدى طول فترة الحمل حتى انجبه فى أكمل صورة جسدية ونفسية اتمنى أن  يسامحنى الله إن كان هناك قصور .
ولكن كان يحيرنى لماذا تكون عملية الحمل صعبة بهذا الشكل؟ مالحكمة من التألم الجسدى والنفسى طول فترة الحمل والله قادر على خلق الطفل بدون آلام للأم هل فعلًا هذا الألم يؤثر على مشاعر الأم بغلو قدر الإبن؟ هل فعلًا يقدر الابن ذلك ؟

خلال الشهر الأخير من الحمل كنا لا نستطيع الإنتظار والتخيل فى كيف ستتحول حياتنا بعد مجىء تميم وكيف شكله هذا الكائن الذى يقتص جزء منى ومن أبيه مشروعنا المشترك :) لن أنسى نظرة كريم يوم الولادة وهو يجلس مبتسم فى انتظار لحظة الولادة لا يستطيع الإنتظار أكثر من ذلك فكان هذا اول يوم فى بداية الشهر العاشر :D وكنا هرمنا :D


لحظة الولادة من أصعب اللحظات وأجملها وأكثرها خيالًا أيضًا لا أعلم لماذا تتم عملية الطلق فى كل هذا الوقت فلمدة سبع ساعات ينتابنى المغص كل 8 او 6 دقائق ومن رحمة ربنا أن يكون لمدة ثوانى ويتكرر حتى حدوث الولادة

ولحظة الولادة لحظة تخليص الروح من الروح على راى أمى كنت اتمنى أن أرى طفلى وهو يخرج للحياة والحمدلله رأيته والدكتور يخرجه منى وكأنى كنت اتألم واصرخ لأنه سيفارقنى وسننقسم لاثنين بعدما كنا روح واحدة طوال تسعة أشهر 
برغم صعوبة لحظات الولادة ولكن عندما كنت استبدل الصراخ بالدعاء او الاستنجاد بكلمة يارب كنت اشعر بقوة تجعلنى اتحمل الألم قد تكون قوة نفسية او جسدية يمدها لى الله لا اعلم ولكنى كنت سعيدة بهذا القرب من الله قد تكون هذه أقرب لحظة بينى وبين الله وعندما رأيت تميم لما ابتسم كما يحدث فى الأفلام والمسلسلات فدرجة الألم لا تساعد بأن يتذكر الإنسان ان هناك شىء يسمى ابتسامة ولكنى كنت اسبح الله وأنا انظر لهذا الكائن الذى كان يسكننى هو الآن شخص حر كائن بمفرده كان يومَا بداخلى ادعو الله أن يباركلى فيه ويكن بار بى ويعينى على تربيته وبذل قصارى جهدى ليكون شخص صالح وناجح  بقدر حملى ووضعى له كرهًا ووهنًا
 عندما وضعت تميم ودخل لى الغرفة كريم كنت سعيدة بأسرتنا الجديدة وبكوننا ثلاث الآن ولن أنسى نظرته لى المليئة حنان وخوفًا على فهو الوحيد الذى شهد كل لحظة ألم وكان أكثر إنسان يدعمنى قدر استطاعته 

يارب باركلى فى تميم وأبيه كريم :) 

Tidak ada komentar:

Posting Komentar